الجمعة، 5 أغسطس 2011

زورق ورق


كانت الأشياء صغيرة خشبية وملونة ،
والضوء ضئيلا خافتًا
كنا نعتقد أنّ الوداع مستحيلٌ
كانت المواقف الحزينة والتي لا تعنينا تؤثر بنا بشكل عميق
أمام شاشات التلفاز ونحن نقرأ الصحف
نبكي !
من أجل بشر لا نعرفهم ولم نلتقهم، بكينا كثيرًا إذ أنّ البشر كُثر وأحزانهم أكثر
كنا نرسم في باطن أسِّرتنا نجومًا ... كواكبًا ،مراكبًا،ليلا، نهارًا
بالحبر في كفوفنا نقشنا أسرارًا
 
كنا مملوئين بالمحبة للغير والأمل في الغد وما ننوي صنعه يطوقنا بالسعادة
كنا نردد لبعضنا بعد خروجنا من لجنة الإمتحان : في أمل   
كنتُ لا أتوقف عن الحديث عن كل ما يصادف يومي لأمي
كنتُ أقطع منشورات خواطري وأدسها بين صفحات كتاب أبي
كنتُ أسعد إنسان عندما كُتب اسمي كاملًا في لوحة الشرف
لم أبالي باسمي بقدر ما كان يهمني اسم أبي
لم يفهم أحد سبب سعادتي الحقيقية ولم أطالب أحدًا بذلك إذ كان للجميع أسبابهم في ممارسة الحزن والفرح

وكبرنا ...
توقفنا عن البكاء على بشر لم تجمعنا بهم بسمة ودمعة ، كلمة وتلويحة
أصبحتُ أعاشر بشرًا أكثر مما كان وتحدثُ في أيامي مفارقات مبهجة ومحزنة
كنتُ أشتاق إلى صمت أمي الطويل ، ونظرة أبي التي تمنح الأشياء هيبتها
وافترقنا مطولًا ...
وها قد عدنا محملين بالحكايات ، لكن مامن حكاية تُحكى
الضوء غدا أشع ما قد يكون والأشياء كبيرة قوية معدنية
رسوماتنا رستْ في مرافىء بعيدة ، أسرارنا طلاسم والفراق نقطة مؤجلة على حرف
الحلم أصبح عبئًا
وخواطري القديمة سببًا لدموع طفلٍ يبكي على أحزان بشرٍ مجهولين.



09\03\2010






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق